أظهرت دراسة جديدة أن عدم تناول ستة أطعمة رئيسية معًا قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة لدى البالغين. قام الباحثون في جامعة ماكماستر في هاميلتون بكندا ومعهد أبحاث صحة السكان بتحليل الأطعمة التي يعتبرها الناس صحية على مستوى العالم. استخدم الباحثون العديد من الدراسات والبيانات المستقلة من معهد أبحاث صحة السكان لفهم السلوك الصحي للأشخاص الذين يعانون أو لا يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.

ووجدت الدراسة التي نُشرت في مجلة European Heart Journal أن الأشخاص الذين يتناولون الفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات والأسماك ومنتجات الألبان الكاملة الدسم يمكنهم تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد تناول كميات معتدلة من الحبوب الكاملة غير المكررة واللحوم غير المصنعة في تقليل هذه المخاطر الصحية. وبناءً على ذلك، وصف الباحثون منتجات الألبان الكاملة الدسم والأسماك والمكسرات والبقوليات والخضروات واللحوم الحمراء (باعتدال) بأنها "الأطعمة الستة الأساسية" لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وفقًا للبيانات التي تم جمعها من معهد أبحاث صحة السكان، تم تحديد درجة النظام الغذائي بناءً على دراسة المعهد العالمية للوبائيات الحضرية والريفية المحتملة، والتي شملت بيانات من الأشخاص الذين لم يعانوا من أمراض القلب والأوعية الدموية في البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط والمنخفض.

شملت الدراسة أيضًا أبحاثًا مختلفة تشمل 245 ألف شخص في 80 دولة.

ووفقًا للورقة البحثية التي نُشرت في مجلة European Heart Journal، فإن النظام الغذائي الصحي المثالي، المعروف باسم PURE، يتضمن ثلاث إلى أربع وجبات أسبوعية من البقوليات، وسبع وجبات من المكسرات، ومن 2 إلى 3 وجبات من الأسماك، و14 وجبة من منتجات الألبان الكاملة الدسم، بما في ذلك الحليب والجبن.

يمكن أيضًا تناول "كميات معتدلة"، أو وجبة واحدة يوميًا، من الحبوب الكاملة واللحوم غير المصنعة، ويشمل ذلك، على سبيل المثال، شريحة واحدة من الخبز ونصف كوب من الأرز المطبوخ أو الشعير أو الكينوا، وحوالي 85 جرامًا من اللحوم الحمراء أو الدواجن المطبوخة.

وقال الدكتور أندرو مينتي، مؤلف الدراسة الرئيسي، في بيان صحفي صدر يوم الخميس: "احتلت الأطعمة ذات الدسم المنخفض مركز الصدارة لدى الجمهور وصناعة الأغذية وصناع السياسات، مع التركيز على تقليل الدهون والدهون المشبعة. وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الأولوية يجب أن تكون لزيادة استهلاك الأطعمة الوقائية مثل المكسرات التي غالبًا ما يتم تجنبها بسبب احتوائها على السعرات الحرارية العالية، وكذلك الأسماك ومنتجات الألبان بدلاً من تقييد استهلاك منتجات الألبان، وخاصة الكاملة الدسم، بكميات قليلة جدًا".

أظهرت نتائج دراسة حديثة أن اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على كمية مناسبة من منتجات الألبان يمكن أن يقلل من خطر الوفاة المبكرة والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد توصل الباحثون إلى أن تضمين ما يصل إلى حصتين يومياً من منتجات الألبان، وبخاصة الدهون الكاملة، في النظام الغذائي يمكن أن يكون ضمن نظام غذائي صحي.

تشير الدراسة إلى أن استهلاك منتجات الألبان، وخاصة الكاملة الدسم، يمكن أن يحمي من ارتفاع ضغط الدم ومتلازمة التمثيل الغذائي. وتعتبر هذه النتائج متوافقة مع الأبحاث السابقة التي أظهرت فوائد صحية لمنتجات الألبان.

شملت الدراسة عينة كبيرة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و70 عامًا، وتم متابعتهم لمدة تصل إلى 9.3 سنوات. وتم تقييم نظام غذائي صحي لكل مشارك في الدراسة، وتم تحديد درجة النظام الغذائي بين صفر وستة، حيث كانت درجة خمسة أو أعلى ذات مخاطر أقل للوفاة.

تم اعتبار عدة عوامل في حسابات الباحثين، بما في ذلك العمر والجنس ونسبة الخصر إلى الورك ومستوى التعليم والدخل والموقع الحضري أو الريفي والنشاط البدني وحالة التدخين ومرض السكري واستخدام العقاقير المخفضة للكوليسترول أو أدوية ارتفاع ضغط الدم وإجمالي استهلاك الطاقة.

أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين حصلوا على أعلى درجة من نظام غذائي صحي، بمعدل خمسة أو أكثر، كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 30% خلال فترة الدراسة مقارنة بأقرانهم الذين حصلوا على درجة 1 فقط أو أقل من النظام الغذائي الصحي. كما كانوا أقل عرضة للإصابة بسكتة دماغية أو الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 19 و18 و14% على التوالي.

تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية من أكبر أسباب الوفاة في العالم، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يقارب 18 مليون شخص ماتوا بسبب هذه الأمراض في عام 2019. وتشير الدراسة إلى أن اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يكون أحد العوامل المهمة في الوقاية من هذه الأمراض المميتة.